في خطوة جديدة ومثيرة لعشاق التقنية والمطورين، تلقّى فرع Canary من نظام أندرويد تحديثًا يتيح دعمًا مباشرًا لتشغيل التطبيقات الرسومية الخاصة بلينكس داخل النظام. هذا التحديث يُعد نقلة نوعية في تجربة استخدام أندرويد، حيث أصبح بإمكان المستخدمين تشغيل بيئة لينكس رسومية متكاملة دون الحاجة إلى أدوات خارجية أو تعديل معقد للنظام.
بيئة لينكس افتراضية داخل أندرويد.
التحديث الجديد يضيف إمكانيات جديدة لتطبيق “Linux Terminal” المتوفر في النظام، حيث أصبح بإمكان المستخدمين تشغيل آلة افتراضية (Virtual Machine) تعمل بنظام Debian GNU/Linux 12 مباشرة داخل أندرويد. وتعتمد هذه البيئة الافتراضية على إطار “Android Virtualization Framework (AVF)”، المبني على تقنيات “KVM” و”crosvm”، لتوفير أداء افتراضي متقدم ومستقر.
تشغيل التطبيقات الرسومية بسلاسة.
تمت إضافة زر جديد داخل واجهة تطبيق Linux Terminal باسم “Display”، وعند تفعيله يتم إعادة توجيه الرسومات باستخدام مكونات مدمجة في نظام أندرويد، مما يسمح ببدء جلسة رسومية باستخدام Weston، وهو برنامج إدارة النوافذ الخاص ببروتوكول Wayland.
داخل هذه الجلسة الرسومية، يمكن تشغيل تطبيقات مثل محرر النصوص Gedit. كما أن البيئة تدعم تطبيقات X11 من خلال وحدة XWayland، مما يضمن توافقًا مع مجموعة واسعة من التطبيقات.
دعم الرسومات السريعة .
من المزايا القوية التي يدعمها التحديث الجديد هو دعم الرسومات السريعة بواسطة العتاد (Hardware-accelerated graphics)، وذلك من خلال تقنية VirGL، وهي وحدة معالجة رسومية افتراضية تعتمد على مشروع Virgil3D المستخدم في بيئات QEMU/KVM.
يمكن للمستخدمين تشغيل تطبيقات رسومية ثقيلة، بما في ذلك الألعاب، داخل بيئة لينكس الافتراضية على أندرويد. لكن هذا الدعم غير مفعّل افتراضيًا، ولتفعيله يجب إنشاء ملف فارغ باسم virglrenderer داخل المسار /sdcard/linux، وسيظهر تأكيد التفعيل عند تشغيل الطرفية برسالة “VirGL enabled”.
مشروع مفتوح المصدر.
يُذكر أن تطبيق Linux Terminal يُطوّر ضمن مستودع مشروع أندرويد مفتوح المصدر (AOSP)، في حين أن البنية الافتراضية التي يعتمد عليها تُعد جزءًا من مشروع Ferrochrome الذي يهدف إلى تحسين قدرات العزل وتشغيل الأنظمة ضمن أندرويد.
الخلاصة.
هذا التحديث يمثل خطوة مهمة نحو جعل أندرويد منصة أكثر انفتاحًا ومرونة للمطورين والمستخدمين المتقدمين. إمكانية تشغيل بيئة لينكس رسومية كاملة مع دعم للتطبيقات الرسومية وحتى الألعاب قد تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام الأجهزة المحمولة لأغراض التطوير، التعليم، وحتى الترفيه.