مدونة نافذة التقنية مدونة نافذة التقنية – موقع يقدّم شروحات تقنية حديثة حول Windows، Android، الذكاء الاصطناعي، وأدوات المطورين بطريقة سهلة وواضحة للمستخدم العربي.
تحدثنا في مقال سابق عن التعامل الصحيح مع انسكاب السوائل على الأجهزة الإلكترونية، واستعرضنا الإجراءات التقنية الواجب اتباعها لتقليل مخاطر التلف.
في هذا المقال نناقش مفهوم مقاومة الماء في الأجهزة الإلكترونية، وكيف تعمل الأجهزة المصنفة كمقاومة للماء، مع توضيح أن الإرشادات السابقة تظل قابلة للتطبيق في حالات معينة، حتى مع الأجهزة المقاومة للماء.
أولا: ماذا يعني مصطلح مقاومة الماء تقنيا؟
مصطلح مقاومة الماء لا يعني أن الجهاز مضاد للماء بشكل كامل، بل يشير إلى قدرة الجهاز على تحمل مستوى محدد من التعرض للماء وفق معايير واختبارات قياسية.
بعبارة أدق، مقاومة الماء ليست حماية مطلقة، بل تصميم هندسي يسمح للجهاز بتحمل ظروف معينة فقط، وأي استخدام خارج هذه الحدود قد يؤدي إلى تلف المكونات الداخلية.
ثانيا: ما هو تصنيف IP؟ وكيف يقرأ؟
تعتمد الشركات المصنعة على معيار دولي يعرف باسم IP Rating أو Ingress Protection لتحديد مستوى حماية الأجهزة الإلكترونية من دخول العوامل الخارجية.
يتكون هذا التصنيف من حرفين ثابتين يتبعهما رقمان، ولكل جزء دلالة محددة:
- الحرفان IP يشيران إلى نظام تصنيف الحماية من دخول الأجسام الخارجية
- الرقم الأول يوضح مستوى حماية الجهاز من الأجسام الصلبة مثل الغبار
- الرقم الثاني يوضح مستوى مقاومة الجهاز لتسلل السوائل
مثال
- IP67
حماية كاملة من الغبار مع تحمل الغمر في الماء حتى عمق متر واحد لمدة تصل إلى 30 دقيقة - IP68
حماية كاملة من الغبار مع تحمل الغمر في الماء بعمق أكبر ولمدة أطول، ويختلف ذلك حسب الشركة المصنعة
ثالثا: ما الذي يحدد عمق المياه الذي يمكن أن يتحمله الهاتف؟
العمق الذي يمكن للهاتف تحمله لا يتحدد برقم واحد فقط، بل بعدة عوامل تقنية مجتمعة، من أهمها:
1. تصنيف مقاومة الماء
الرقم الثاني في تصنيف IP هو المرجع الأساسي لتحديد العمق والمدة، ولكن ضمن ظروف اختبار معملية ثابتة.
2. ضغط المياه
كلما زاد العمق زاد ضغط المياه على الهاتف، مما يرفع احتمالية تسرب الماء عبر أضعف نقطة في العزل.
ولهذا السبب قد يكون التعرض لمياه متحركة أو مضغوطة أخطر من الغمر في مياه ساكنة.
3. جودة العزل الداخلي
تعتمد مقاومة الماء على عدة عناصر، منها:
- إحكام إغلاق الشاشة مع الإطار
- كفاءة الحلقات المطاطية
- تصميم فتحات السماعات والميكروفونات
أي خلل في إحدى هذه النقاط يقلل العمق الآمن فعليا.
4. حالة الهاتف مع الاستخدام
تقل مقاومة الماء بمرور الوقت نتيجة:
- الصدمات أو السقوط
- فتح الجهاز للصيانة
- تآكل مواد العزل
لذلك لا يمكن مقارنة هاتف جديد بآخر مستخدم لفترة طويلة.
5. نوع السائل
تجرى اختبارات مقاومة الماء باستخدام مياه عذبة، بينما تزيد السوائل الأخرى مثل مياه البحر أو المشروبات السكرية من احتمالية الاختراق والتآكل.
6. مدة التعرض
حتى مع عمق بسيط، فإن زيادة مدة التعرض للماء ترفع احتمالية تسربه إلى داخل الجهاز.
رابعا: كيف تعمل مقاومة الماء داخل الأجهزة الإلكترونية؟
تعتمد الأجهزة المقاومة للماء على حلول هندسية متعددة، من بينها:
- استخدام عوازل مطاطية حول المنافذ والأزرار
- طلاء بعض المكونات الداخلية بمواد عازلة
- تصميم ممرات خاصة لفتحات السماعات تمنع دخول الماء المباشر
- تقليل عدد الفتحات الخارجية قدر الإمكان
ورغم ذلك فإن هذه الحلول تضعف بمرور الوقت، وتتأثر بالصدمات، ولا توفر حماية دائمة.
خامسا: متى تفشل مقاومة الماء؟
تفشل مقاومة الماء في الحالات التالية:
- التعرض لمياه ساخنة
- التعرض لمياه تحتوي على أملاح أو مواد كيميائية
- التعرض لضغط ماء قوي مثل مياه الدش
- تجاوز العمق أو المدة المحددين
- تكرار التعرض للمياه على فترات طويلة
تم تصميم مقاومة الماء لحماية الهاتف في المواقف اليومية الطبيعية، مثل سقوط قطرات ماء أو استخدام الجهاز في الأجواء الممطرة، وليس لتشجيع تعريض الهاتف للماء بشكل متكرر أو اختبار قدرته عبر تجارب غير محسوبة، حيث قد يؤدي ذلك إلى تلف غير مشمول بالضمان.
سادسا: هل تنطبق إرشادات التعامل مع السوائل على الأجهزة المقاومة للماء؟
نعم، حتى الأجهزة المقاومة للماء ينصح بإيقاف تشغيلها عند الشك في تسرب المياه، وتجفيفها جيدا قبل الشحن، مع تجنب استخدام مصادر الحرارة.
مقاومة الماء تقلل المخاطر، لكنها لا تلغي قواعد السلامة الأساسية، فهي ميزة وقائية إضافية وليست ضمانا مطلقا ضد التلف.
