لماذا تنتقل تطبيقات Windows لإصدار الويب.

نلاحظ مؤخرًا أن تطبيقات Windows الجديدة في معظمها تطبيقات ويب, فحتى تطبيق Google Drive الذي يهدف للتكامل مع النظام لدمج مساحة التخزين ستجد أن واجهته عبارة عن تطبيق ويب.
وكانت لدى Meta أفضل تجربة توضح ما حدث ولماذا حدث, فدعونا نلقي نظرة.
أصبح التغيير الذي تجريه Meta على WhatsApp معروف للكثير.
ومع ذلك, دعونا نلخص القصة ونحاول تقديم تحليل لما يحدث.
بدأ تطبيق WhatsApp في 2016 لأجهزة Windows كتطبيق ويب مطور باستخدام Electron, واجه مشاكل أداء وبطء واستهلاك للموارد بشكل ضخم لكنه كان الخيار الوحيد كتطبيق للنظام, فالخيار البديل هو إصدار الويب من المتصفح, ومع ذلك, كان يقدم اختصارات لوحة المفاتيح وإشعارات النظام.
أعلنت الشركة في 2019 عن خطتها لتطوير تطبيقات أصلية للكمبيوتر native apps, أي تبتعد عن إصدارات الويب وتستخدم عناصر النظام الأصلية سواءًا في Windows أو MacOS.
كان إطار العمل الأحدث المتوفر في ذلك الوقت هو Universal Windows Platform (UWP) مع Windows 10 حيث بدأت الشركة بتطوير تطبيق أصلي لأجهزة Windows, تم طرحه بشكل تجريبي في 2021, وبدأ استبداله لدى الجميع في 2022, وتم إلغاء التطبيق القديم في 2023.
في ما يخص MacOS تقدم Apple إطار عمل واحد لمختلف أنظمتها, ما مكن Meta من تعديل تطبيق iOS لتحصل على تطبيق أصلي لأجهزة Mac.
أما Microsoft فقد أتاحت إطار العمل UWP لكنها أوقفت تطويره, وكان يحتوي على أخطاء ومشاكل كثيرة.
ومن الغريب أن نرى شركة تمتلك نظام تشغيل وبدل من تطوير تطبيقات أصلية, تلجء إلى تطبيقات الويب.
فقد قامت Microsoft بتوفير Teams كتطبيق ويب, طورت تطبيق Skype كتطبيق أصلي مع Windows 10 لكنها ألغت الدعم عنه لاحقًا, قبل أن تنهي Skype كليًا.
لدىة الشركة الآن محرر فيديو باسم Microsoft Clipchamp حيث يعمل كتطبيق ويب أيضًا.
لم يتم تحديث UWP منذ عدة سنين, كما أن إطار التطوير الجديد WinUI 3 غير مستقر ووفقًا للكثير لا يمكن الاعتماد عليه.
وقد اختبرت مايكروسوفت مختلف التقنيات مع Copilot قبل أن تعتمد على إطار العمل الجديد WinUI 3 لكن كان تطبيق WhatsApp متاح بالفعل كتطبيق UWP.
وفر التطبيق الجديد سهولة في الاستخدام وتصميم أفضل وتوافقية كاملة مع خصائص النظام, اختصارات لوحة المفاتيح الجديدة, والأهم من كل ذلك, وفر التطبيق أداء جيد مع الأجهزة المتوسطة.
لكن كانت للتطبيق عدة عيوب, أهمها فقدانه للكثير من الميزات التي كانت الشركة تعد بتوفيرها لاحقًا.
مع موجة تسريح الموظفين من مختلف الشركات, لعبت ’Meta دور كبير, حيث أعلن Mark Zuckerberg عن خطة لتسريح الموظفين عدة مرات.
ومع اتجاه الشركات للتطوير بالذكاء الاصطناعي, وتقليل الموظفين, ومع عدم قدرة مايكروسوفت على بناء إطار عمل مستقر يمكن أن تعتمد عليه الشركة نفسها, نعتقد أن Meta وجدت خيار الويب أكثر كفاءة, وبالتالي, عاد WhatsApp إلى تطبيق ويب مرة أخرى.
فقد بدأت الشركة في مايو 2025 باختبار تطبيق WhatsApp ضمن إطار Microsoft Edge WebView2 الذي يفتح نسخة من إصدار الويب في متصفح Microsoft Edge ويربط الصفحة مع بعض خصائص النظام.
وبدءًا من 5 نوفمبر 2025, بدأت الشركة بإطلاق التصميم الجديد بشكل رسمي للجميع.
ظهرت جميع الميزات المفقودة في التطبيق السابق, لكن معها مجموعة من العيوب أشرنا إليها في مقال منفصل.
وهكذا, أصبحت الشركة قادرة على تطوير ميزة جديدة لإصدار الويب, وستجدها في تطبيق Windows دون مشاكل.
بشكل عملي, يقلل هذا التغيير من تكلفة وصعوبة التطوير, حيث سيعمل نفس الكود على الويب وWindows وستتمكن الشركة من صيانة الكود وتطوير الميزات بشكل موحد.
ومع ذلك, لم تعلن الشركة في مقال رسمي عن التغيير ولا سببه حتى الآن.
لكن هذا يفتح الباب لانتقال تطبيقات أخرى لإصدارات الويب, وفي الحقيقة, يمكننا الآن, وكما فعلنا سابقًا أن نسرد مجموعة ضخمة من تطبيقات Windows المبنية على تقنيات الويب.
فبنظرة سريعة على التطبيقات الحديثة في مختلف المجالات, ستجدها عبارة عن تطبيقات ويب تفتح في ما يشبه المتصفح, حتى أن Meta ترى أن التطبيق لا داعي له, وتعمل حاليًا على إنهاء تطبيق Messenger للكمبيوتر.
نعم, بشكل مشابه, بدأ Messenger كتطبيق ويب, ثم انتقل لتطبيق أصلي, ثم عاد إلى تقنيات الويب, وأخيرًا, سينتهي التطبيق بعد أقل من شهر.
لن يؤثر هذا على موقع الويب أو تطبيقات الهواتف.
أطلقت Meta تطبيق WhatsApp لساعات Apple, التي تمتلك عدد مستخدمين محدود حتى لو كان كبير, في حين يمتلك Windows 11 ما يقارب مليار مستخدم في الوقت الحالي, ومع ذلك, لم يستمر التطبيق الأصلي لأجهزة Windows.
في مناقشة سابقة, أشار مطور تطبيق Unigram المبني باستخدام UWP إلى أن أفضل خيار في حال تم منع عمل تطبيقات UWP هو الانتقال لتطبيقات الويب.
وهكذا, نرى أن التطبيقات الأصلية لم تعد شيء أساسي, فهل يمكننا لوم الشركات التي لا تدفع التكاليف, أو مايكروسوفت التي لم تبني إطار عمل موحد يمكن الاعتماد عليه.
شاركونا بأرائكم.